تراث ليبيا

أنت الأن غير مسجل
للتمتع بمزايا أكثر , كن إيجابياً وقم بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تراث ليبيا

أنت الأن غير مسجل
للتمتع بمزايا أكثر , كن إيجابياً وقم بالتسجيل

تراث ليبيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أحمد حلمي بعد "ألف مبروك" قد يصاب بسكتة فنّية!

    عاشق ليبيا
    عاشق ليبيا
    الادارة
    الادارة


    عدد المشاركة : 84
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمر : 37

    أحمد حلمي بعد "ألف مبروك" قد يصاب بسكتة فنّية! Empty أحمد حلمي بعد "ألف مبروك" قد يصاب بسكتة فنّية!

    مُساهمة من طرف عاشق ليبيا الثلاثاء أغسطس 18, 2009 7:14 am




    أحمد حلمي بعد "ألف مبروك" قد يصاب بسكتة فنّية! 340X297


    السياسي - استطاع الفنان أحمد حلمي أن يقدم إضافة جديدة، ويضع بصمة مميزة في السينما الشبابية، من خلال عدد من الأفلام التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، منذ بداياته في الناظر صلاح الدين، ومرورا بأفلام زكي شان ومطب صناعي وظرف طارق، حتى آخر فيلمين له، آسف على الازعاج و 1000 مبروك، فعلى الرغم من اعتماده على موجة الكوميديا المسيطرة على أفلام الشباب عموما، إلا أنه تمكن من تقديم نوع مختلف من الكوميديا، لا تستند فقط إلى "إفيهات الشارع"، كما لدى أقرانه من النجوم الشباب، مثل محمد هنيدي، ومحمد سعد، وهاني رمزي، وإنما تقوم بتوظيف هذه الإفيهات بطريقة ذكية في الدراما، إلى جانب الاعتماد الأكبر على كوميديا الموقف ليس "الإفيه"، والسعي لتقديم مفارقات جديدة يمكن أن تكون صالحة للتداول في الشارع كإفيهات من خلال الفيلم.

    أصبحت سينما الشباب ظاهرة لافتة للانتباه في الحقل السينمائي، منذ إنتاج فيلم اسماعيلية رايح جاي، في نهاية التسعينيات، الذي قام ببطولته محمد فؤاد ومحمد هنيدي، بعده فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية، الذي قام ببطولته هنيدي، ثم توالت بعده الأفلام الشبابية محققة مكاسب في شباك التذاكر تشهد بجماهيريتها، وتهدد عرش النجوم الكبار، مثل عادل إمام نور الشريف محمود عبد العزيز، ورغم ذلك لم يتمكن كثير من هؤلاء النجوم الشباب من الاستمرار في تقديم الجديد الذي يثبت وجودهم ويؤكد جدارتهم بالمكانة، التي احتلوها في قلوب الجماهير، فسرعان ما تراجعت نجومية معظمهم، خاصة هنيدي وهاني رمزي ومحمد سعد، بسبب وقوعهم في خطأ تكرار أنفسهم، والاعتماد على تيمات ثابتة قوبلت بهجوم شديد من قبل النقاد، وتم اتهامهم بالسطحية والسعي لتغييب عقل الجماهير والعجز عن تقديم أعمال قادرة على البقاء في ذاكرة السينما، معتبرين هذه الموجة للاستهلاك اليومي والضحك المجاني فقط، دون أي رؤية أو أهدف من ورائها.

    على خلاف ذلك، تمكن أحمد حلمي بفضل اختياراته الدقيقة والصعبة لموضوعات أفلامه الأخيرة خاصة " آسف على الازعاج"، و" 1000 مبروك"، من تقديم أفكار جديدة في كل فيلم، وصفها البعض بأنها خارجة على المألوف، واستطاع أن يقدم هذه الأفكار بأدائه الحيوي والبسيط، بحيث يحتفظ ببعض شروط السوق الذي يضمن له تحقيق إيرادات، وفي الوقت نفسه، يقدم فيلما هادفا يحمل معنى ومضمونا يمكنه من البقاء في ذاكرة السينما لأطول فترة ممكنة.





    في فيلمه الأخير " 1000 مبروك" جسد أحمد حلمي شخصية شاب يعمل في البورصة، إلا أنه يعمل محاسبا، ويرفض المضاربة مثل زملائه ليكون آمنا تماما وبعيدا عن خطر المغامرة، أحداث الفيلم كلها عبارة عن حلم يحلم به البطل بعد عودته من العمل ،أثناء استسلامه لنوبة نوم قبل أن يذهب هو وأسرته إلى حفل زفافه في الليل، هذا الحلم هو في الحقيقة حلم مركب من مجموعة أحلام في كل منهم يصحو البطل على صوت والدته، ثم خالته، ثم والده، وتدور أحداث وحوار يتكرر باستمرار يحفظه البطل عن ظهر قلب نتيجة تكراره المستمر في حياة أسرته، في نهاية كل حلم يموت البطل قبل أن يصل إلى حفل زفافه، رغم محاولته تفادي الموت، الذي يعرف مجيئه مسبقا، وفقا للأحلام السابقة، وفي كل مرة يفشل في تفادي الموت، ويموت بطريقة مختلفة كل مرة، إلا أن الأحداث التي تتكرر في كل حلم تتغير جزئيا لتكشف الحقائق تدريجيا أمام البطل، يستقبل البطل هذه الحقائق بطريقة عصبية يحاول في الحلم التالي أن يغيرها باستخدام العنف لتغيير الواقع والإفلات من الموت الذي ينتظره، في النهاية يكتشف أن الحقائق التي اكتشفها لها وجه آخر لم يستوعبه من قبل، كلها تصب في صالحه، وتؤكد محبة من يحيطون به له، إلا أنه لم يكن يعرف ذلك نظرا لأنانيته المفرطة، و تفكيره في ذاته فقط دون الاهتمام بالآخرين، إلا باعتبارهم يمكن أن يؤثروا سلبا على مجرى حياته، بعد أن يصحو من النوم بعد هذه الأحلام يبدأ في التعامل مع الحقائق بطريقة إنسانية خالية من الأنانية، ويقرر في النهاية التضحية بحياته لإنقاذ أسرته من موت محقق.



    القصة كما ورد في التتر مستوحاة من قصة إغريقية، هى أسطورة سيزيف الذي حكمت عليه الآلهة بالصعود فوق جبل حاملا حجرا ضخما لتثبيته فوق الجبل تكفيرا عن جرم ارتكبه، كلما يصعد بالحجر يتدحرج الحجر من فوق الجبل ليسقط من الجهة الأخرى، وتتكرر المسألة إلى ما لا نهاية، إلا أن الفيلم جاء في سياق مختلف ليتناول قضية جيل بأكمله من الشباب يفتقدون الإحساس بالمسؤولية، ولا يفكرون إلا في أنفسهم فقط، ومن فرط أنانيتهم يمكن أن يتسببوا في أذى أقرب الناس لهم دون أن يشعروا، لمجرد استقبالهم الخاطئ لبعض الحقائق، وهى قضية لم ينتبه إليها أحد من قبل، أو يفكر في طرحها سينمائيا، ربما ظهرت بشكل جزئي عابر في بعض الأعمال إلا أنها لم تكن مركزية أبدا في أحدهم.

    يذكر أن الفيلم لم يكن فيه ممثل واحد معروف، سوى أحمد حلمي، وباقي الممثلين معظمهم وجوه جديدة أو ممثلي إعلانات، و ربما كان هذا الأمر مقصودا لإضفاء نوع من المصداقية على الأحداث والتركيز على الفكرة الرئيسية فقط، دون الانتباه لأداء الممثلين، الذي جاء طبيعيا للغاية.

    في ختام الفيلم ذكر البطل جملة حكمية ووعظية كتعليق نهائي بعد أن صدمته سيارة اللوري مفادها، أن من يعيش من أجل نفسه لا يعيش طويلا أو هو في حكم الميت، ومن يضحي بنفسه من أجل الآخرين، يعيش إلى الأبد، ورغم مباشرة الجملة التي يمكن أن تكون نقطة ضعف في الفيلم إلى جانب ثغرات أخرى في السيناريو أقل أهمية، إلا أنها يمكن تبريرها بالنظر إلى طبيعة الجمهور الذي يتوجه له حلمي وغيره من الشباب، وهو جمهور معظمه يريد الأفكار الجاهزة دون أن يشغل نفسه بالتفكير فيما وراءها.

    الخط الذي يسير عليه أحمد حلمي مميز بالفعل، ربما يكون يبحث من خلاله عن الريادة في سينما الشباب، من خلال ترسيخ نوع من الأفلام الهادفة العميقة، وضمان البقاء في ذاكرة السينما لفترة أطول من أقرانه، إلا أن اللعب على هذا الوتر، والتركيز فيه، يمكن أن يأتي بأثر عكسي ويحول دون انطلاقه، بل و يمكن أن يؤدي إلى "سكتة فنية"، أو يورطه في الإملال، إذا ظهر الجانب الحكمي أو الوعظي في أفلامه المقبلة.

    السياسي

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 9:33 am